١- ما هي الماسونية؟
الماسونية “البنائية الحرة” هي أخوية قديمة منحدرة من بنّائي الكاتدرائيات أو جموع بنائي الحجارة العملانيين الذين انتظموا كأغلب جماعات العمل انذاك، اي ضمن مجموعات مغلقة تتداول أسرار المهنة عبر تدرّج ذهني وعملي للعامل فيها.
ترتكز البنائية الحرة على ثلاث مبادئ تشكل عواميد الاساس لهذه الأخوية وهي : المحبة الأخوية، الصدق والاغاثة. وهذا ينطبق على تعاطي البنائين مع بعضهم ، وتعاطيهم مع محيطهم.
ظهر بناؤو الكاتدرائيات والصرح الضخمة في اوائل القرون الوسطى ،والذين يعزى إليهم بناء المعالم والنصب الأثرية الموجودة اليوم والتي بنت عليها أوروبا أغلب حضارتها الحديثة
مع بداية القرن السادس عشر ميلادي، بدأ المفكرين والفلاسفة والعالمين بالإنخراط في تعلّم وإكتشاف مستمرّ للعلوم الفلسفية وما يتفرع منها من علوم طبيعية وكيمياء وفيزياء وغيرها الكثير من العلوم التي تراكمت مع تطوّر العصور ، وإنضم جزء كبيرمنهم إلى هذه الأخوية لشدة اعجابهم بتنظيمها وانضباطها، فبدأت المحافل العملانية بالتوسع خاصة في اسكتلندا وأطلق عليهم لاحقاً اسم البنائين النظريين وذلك لتميزهم عن البنائين العملانيين وتحول البنائين مع الوقت من بناء الحجارة الى بناءالانسان، مما ادى الى انتشار التسمية الحديثة، وهي”البنائين الاحرار”
تشترط الماسونية للدخول إليها أن يعتقد مرشح الدخول بوجود خالق للكون، وهي بذلك ليست ديناً ولا تشكّل بالتالي بديلاً عنه.
قد يكون لطبيعة العمل الماسوني ما يزيد من الغموض ونوع من الشك عند العامة من الناس عملاً بالمبدأ القائل أن كلّ ما هو سريّ وخفيّ عن العامة يفترض الخطر أو الشرّ أمّا الحقيقة فهي بخلاف ذلك تماماً خاصةً أنّ الماسونية هي مؤسسة فكرية،فلسفية وتقدمية هدفها البحث عن الحقيقة، دراسة الأخلاق وممارسة التضامن الإجتماعي عبر نشر مبادئها المبنية على قبول الآخر، الاخلاق، وحرية الضمير المطلقة.
تظهر ماهية العمل الماسوني ببناء شخصية الفرد الذي ينتمي إليها وذلك بمساعدته لبناء رؤية فكرية أشمل للبشرية عبر تنمية روح التعاضد الأخوي والسعي لبناء النفس وذلك انطلاقا من عمل الإنسان على نفسه من خلال مختبر افكار يمثله المحفلالماسوني.
مع كلّ ما يثار حولها من اتهامات وقصص من نسج الخيال، اليوم ، تفتح المحافل الماسونية ابوابها لكي يرى الرأي العام ماذا يجري داخل محافلها لتتشارك معهم في عملية بناء التفكير البشري السامي التي تؤدي حتماً إلى المعرفة والنور .
٢- ما دور الماسونية في العالم ؟
هناك فرق شاسعٌ بين دور الماسونية الحقيقي والإيجابي في هذا العالم ، وبين ما يتداوله العامّة من الغير منتمين إليها والذين يبنون دور الماسونية على نظرية المؤامرة تماشياً مع بعض الآراء التي تحاول النيل منها عبر زجّها بمواضيع لا تمت إليها فيصلة.
وتماشياً مع دورها في بناء المجتمع عبر بنائها للإنسان لنفسه، منعت الماسونية في محافلها تناول موضوعين أساسيين بين أفرادها ، خلافيين للمجتمعات وتعدّد الآراء فيها أولهما الدين بما يمثّل من موضوع حسّاس يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالعامل الروحيالشخصي لدى كل فرد في المجتمع وثانيهما السياسية بما تمثله من موضوع شائكٍ يؤدي لنزاعات متجددة بين أفراد المجتمعات الإنسانية.
في اطار الماسونية ودورها في العالم، بما يتداول به بين غير المنتمين إليها، هناك لغط كبير وخلط لها و بطريقة غير منصفة مع مواضيع دين، سياسة، رموز وجمعيات أخرى دون ارتكاز على مواد علمية أو مراجع موثوقة.
الدين موضوع حساس وقد دفع الإنسانية إلى حروب عبر التاريخ، وبما أن أحد المبادئ البسيطة للبناء الحر هي المحبة للأخرين، فإن ألدين موضوع غير مسموح التحدث به داخل المحافل
الماسونية بذاتها ليست دينا، ولا يوجد أي إله ماسوني.
السياسة موضوع شائك ومحظور التعاطي به بين الماسون، كونه موضوع خاص بالإنسان وكون طبيعة الماسونية غير سياسية ولا تريد التدخل في السياسات المحلية أو الإقليمية أو العالمية بأي شكل من الاشكال أو أبداء رأيها فيها. ولا تسمح للمنتمينإليها بأي تعاطي سياسي داخل محافله.
٣- ما علاقة الماسونية بكتاب برتوكولات حكماء صهيون؟
لا يمكن أن ترتبط الماسونية بكتاب بروتوكولات حكماء صهيون وما يضم من أكاذيب لا أساس لها خاصّةً تلك التي تربطها بالصهيونية أو مشروع السيطرة على العالم ، خاصّة أن الماسونية قد ظهرت في كتيب ريجس في ١٤٥٠م واقدم محضر لاجتماعمحفل ماسوني موجود في محفل ادينبرا رقم ١ في اسكوتلندا يعود لسنة ١٥٩٩ وقد ضمّت في صفوفها وعلى الرغم من عدم تناول مواضيع السياسة والدين في محافلها ألمع وأشهر السياسيين لما قدّمته لأبنائها من طاقات وصفات تنوّروا بعلومها سمحتلهم بتبوّء أعلى المناصب عبر صدقهم ورعايتهم الإجتماعية اللامتناهية اللذيّن يعدّين من أهم معالمها كجمال الدين الأفغاني وإبراهم لنكولن(محرّر العبيد) وجورج واشنطن ولافيّات وغيرهم الكثير من الذين لبّوا نداء مجتمعاتهم وساعدوا بتحريرها
فبناءا على ذلك ، من اكبر اللأخطاء ايضا اعتماد كتاب برتوكولات حكماء صهيون كمرجع ! فهو مجهول المصدر، ومن السخيف انه يزعم ان الماسونية لعبة وقناع للصهيونية؛ فحتى من له اتطلاع سطحي بالماسونية يعرف انها ضد اي نهج طغياني عرقيتعصبي مهما كان لونه وشكله.
وفقا لموسوعة بريتانيكا والعديد من المصادر، يعتقد أنه كان كتابًا مخادعًا لخلق الكراهية ضد اليهود فهو يتحدث عن مخطط سري لليهود للسيطرة على العالم!
ولم تصبح هذه البرتوكولات معروفة دولياً إلا في عام 1920 عندما انتشرت في ألمانيا (في يناير) لتعزيز المشاعر المعادية للسامية وتُرجِمت إلى عدّة لغات منها اللغة الإنجليزية (في فبراير) ثم إلى اللغة الفرنسية ، اما الماسونية فسبقت ظهور هذه النصوصبمئات السنين.
إن هذه البرتوكولات ليست موضوعا يتم دراسته أو مراجعته أو حتى ذكره في المحافل الماسونية حيث لا علاقة لها به.
٤- ما علاقة الماسونية بالصهيونية؟
الحركة الصهيونية: هي حركة سياسية طغيانية متعصبة يهوديا، لا تتوافق مع الخط الديني اليهودي. اسسها ثيودور هيرتزل عام 1896
هناك أيضاً خلطومن الغير منطقي ان يتم الربط بين الصهيونية (1896) والماسونية (1450) وغير مبني على أي أسس موضوعية أو براهين تبين أي تماهي بين الإثنين، مع العلم اليقين أنه لا يوجد اي أوجه تشابه في الحقيقة.
الصهيونية حركة سياسية عنصرية طغيانية, انها ليست أخوية وليس لديها أي قواسم مشتركة مع الماسونية. في واقع الأمر، فإن الدين والسياسة موضوعان محظوران من المناقشة في المحافل الماسونية لأنها مواضيع تثير الشقاق بين الناس.
بينما الماسونية تسعى للوئام بين الأخوة وتخفيف الخلافات في المجتمع مع احترام الاختلافات في الأراء والتوجهات
إنها أخوة روحية تؤمن بأن جميع الناس متساوون في نظر الله يقبل فيها بالرجال من جميع الأديان طالما أنهم يؤمنون بوجود خالق واحد أعلى
٥- ما علاقة النجمة السداسية بالماسونية؟
في الرموز، إن الماسونية تعتمد على العديد من الرموز لكي ترشد، تحفز وتغذي التفكير سامحةً التوصل إلى معرفة أفضل للذات.
إن الرموز تشكل، بطريقة أفضل من النصوص، مراجع مجازية أو خيالية، ونوعاً من الأبجدية، ووسائط مساعدة للذاكرة قادرة على التذكير واسترداد الأفكار، والمفاهيم. هذا الجهاز الرمزي، بالارتكاز على عمل تفسيري، يمكّن الفرد من اكتشاف واستكشافأفكار وحقائق بقيت حتى الأن غير معلومة, فلنقل مجهولة، من الصعب التعبير عنها أو الإشارة إليها بطريقة أخرى.
لنأخذ مثلاً، النجم السداسي الذي اصبح مؤخرا مرتبط بإسرائيل والصهيونية
لطالما كان الرمز الباطني والروحي مثل المثلث أو الدائرة أو النقطة في دائرة. في واقع الأمر، فإن العديد من المساجد الإسلامية القديمة التي يعود تاريخها إلى 17 و 18 قرناً والتي ما زالت موجودة اليوم في سوريا ومصر لديها هذا الرمز في المساجد. فيالإسلام ، يُعرف باسم خاتم سليمان، الذي يُعتقد أنه الختم على خاتم الملك سليمان.
يمثل المثلثان المتداخلان اللذين يمثلا ما أعلى المتشابه بما أسفل، أو التفاعل بين الماء والنار، العالم المتناهي الكبر مع العالم المتناهي الصغر، أو العالم الروحي مع العالم المادي. إنه تذكير للبعض بالجنة والجحيم … ومن واجبنا أن نعيش من خلالالسفر إلى المسار الخفي.
هذا الرمز لم يكن أبداً رمزاً للصهيونية. على الرغم من أن أول مرة تم ذكر كلمة نجمة داوود كان في القرن الثاني عشر إلا أنه لم تصف أبداً كيف تبدو أو شكلها. حتى عام 1897 عندما قررت الحركة الصهيونية جعلها رمزا رسميا. هذا الرمز كان يستخدم منقبل المسلمين والمسيحيين قبل أن يصبح رمزًا صهيونيًا.المعتقد الذي يروي احمد نعيم في تقريره، انه في 28 أكتوبر عام 1948، حينما اختار المجلس الوزاري الإسرائيلي العلم الصهيوني الذي تتوسطه نجمة داود علماً رسمياً لإسرائيل.
كان العالم في الكبالا (مذهب صوفي يهودي)، البروفيسور غيرشوم شوليم يجلس في مكتبه في الجامعة العبرية، وانفجر بالضحك. كان شوليم متنبهاً للغاية لأهمية الرموز الوطنية في تشكيل وجدان الأمة، وحمل إرث تاريخي وثقافي ديني عميق. لكنه تساءل: نجمة داود؟ ففي نهاية المطاف، ظهر هذا الرمز في وقت متأخر نسبياً على مسرح التاريخ اليهودي، وبالتأكيد هو لا ينطوي على أية علاقة بداود الملك، أو ببار كوخبا أو بـ”هولي آري”. وبعد الضحك الهستيري، تبدّلت ملامح شوليم إلى الغضب، وبدأ فيكتابة بحث تحت عنوان “نجمة داود: تاريخ الرمز”.
فنّد شوليم في مؤلفه فكرة الجذور القديمة لنجمة داود في التراث اليهودي. وبالمناسبة، لا ينبغي أن تفاجئ النتائج التي توصل إليها اليهود وحدهم بل أيضاً مكتب المقاطعة العربية ومنظمة الصليب الأحمر.
أثبت شوليم أن شعار نجمة داود كان منتشراً جداً بين الشعوب القديمة، واعتبروه تميمة سحرية لطرد الأشباح والأرواح الشريرة. وصحيح أن الشعار ظهر في العديد من الحفريات اليهودية التي تنتمي إلى عصور قديمة، وكان في الغالب يُستخدم للتزيين،لكن أيضاً، فإن الصليب المعقوف هو الآخر، على سبيل المثال، كان يُستخدم للتزيين، ولم يفكر أحد في تحويله إلى رمز وطني.
حتى العصور الوسيطة، لا يوجد أي ذِكر للنجمة السداسية، سواء كان ذلك في الكنس أو في المناسك الدينية، أو حتى على شواهد القبور. وهنا الأصدقاء في الصليب الأحمر مدعوون إلى الوقوف أمام حقيقة أن استخدام نجمة داود كان منتشراً جداً في تلكالفترة، خاصة في الكنائس المسيحية. وبشكل عام، يكتب شوليم أن “الرسومات والرموز السحرية كانت تنتقل من شعب إلى آخر… وجالت ذهاباً وإياباً المرة تلو الأخرى”.
وبالطبع، فإن ظهور نجمة داود كرمز لليهودية بدأ في أعقاب ظهور مذهب الكبالا الصوفي، المعروف بسر الأسرار والذي يتضمّن قبولاً عملياً للسحر. وكان هناك رسم شائع يحمل دلالات سحرية هو “ختم سليمان”، ويرتبط بأسطورة الملك سليمان الملكوخاتمه الذي كان يحمل اسم داود ونجمته. وكان الختم يُعتبر وسيلة فعالة للقيام بمعجزات منها طرد القوى الشريرة. ويبدو أن مكتب المقاطعة العربية لم يكن يستحسن سماع ذلك، إلا أنه وفقاً لشوليم، فإن استخدام اليهود لنجمة داود انتقل إليهم منالعرب.
وبدأ استخدام نجمة داود يتسارع في أوساط اليهود في براغ (بحسب إحدى الروايات، جرى ذلك في القرن الرابع عشر حين سمح الإمبراطور لليهود باختيار علمهم الخاص فاختاروا نجمة داود) وانتشر في القرنين السابع عشر والثامن عشر في مورافياوبوهيميا. ومن الصعب أن نحدد تاريخياً إذا ما كان اليهود اختاروا الرمز بمحض إرادتهم أو إذا ما كان المسيحيون قد أكرهوهم على ذلك، ولكن هذه الأيقونة صارت شعبية في القرنين الثامن والتاسع عشر.
وكانت الحركة الصهيونية الجهة التي أعطت نجمة داود تاج الرمز الوطني، حينما بحثت عن أيقونة تكون من ناحية مألوفة ومن ناحية أخرى محمّلة بإرث ديني عالٍ. ولاحقاً، ومن سخرية القدر، غيَّر هتلر والنازيون دلالة النجمة السداسية من رمز للحمايةوالأمن إلى رمز للنجاسة والعار والموت. وبعد أن كانت النجمة السداسية الصفراء مثبتة على صدور وأذرعة الجنود والضباط النازيين، استبدلوها بشعار الصليب المعكوف
[:ar]١- ما هي الماسونية؟
الماسونية “البنائية الحرة” هي أخوية قديمة منحدرة من بنّائي الكاتدرائيات أو جموع بنائي الحجارة العملانيين الذين انتظموا كأغلب جماعات العمل انذاك، اي ضمن مجموعات مغلقة تتداول أسرار المهنة عبر تدرّج ذهني وعملي للعامل فيها.
ترتكز البنائية الحرة على ثلاث مبادئ تشكل عواميد الاساس لهذه الأخوية وهي : المحبة الأخوية، الصدق والاغاثة. وهذا ينطبق على تعاطي البنائين مع بعضهم ، وتعاطيهم مع محيطهم.
ظهر بناؤو الكاتدرائيات والصرح الضخمة في اوائل القرون الوسطى ،والذين يعزى إليهم بناء المعالم والنصب الأثرية الموجودة اليوم والتي بنت عليها أوروبا أغلب حضارتها الحديثة
مع بداية القرن السادس عشر ميلادي، بدأ المفكرين والفلاسفة والعالمين بالإنخراط في تعلّم وإكتشاف مستمرّ للعلوم الفلسفية وما يتفرع منها من علوم طبيعية وكيمياء وفيزياء وغيرها الكثير من العلوم التي تراكمت مع تطوّر العصور ، وإنضم جزء كبيرمنهم إلى هذه الأخوية لشدة اعجابهم بتنظيمها وانضباطها، فبدأت المحافل العملانية بالتوسع خاصة في اسكتلندا وأطلق عليهم لاحقاً اسم البنائين النظريين وذلك لتميزهم عن البنائين العملانيين وتحول البنائين مع الوقت من بناء الحجارة الى بناءالانسان، مما ادى الى انتشار التسمية الحديثة، وهي”البنائين الاحرار”
تشترط الماسونية للدخول إليها أن يعتقد مرشح الدخول بوجود خالق للكون، وهي بذلك ليست ديناً ولا تشكّل بالتالي بديلاً عنه.
قد يكون لطبيعة العمل الماسوني ما يزيد من الغموض ونوع من الشك عند العامة من الناس عملاً بالمبدأ القائل أن كلّ ما هو سريّ وخفيّ عن العامة يفترض الخطر أو الشرّ أمّا الحقيقة فهي بخلاف ذلك تماماً خاصةً أنّ الماسونية هي مؤسسة فكرية،فلسفية وتقدمية هدفها البحث عن الحقيقة، دراسة الأخلاق وممارسة التضامن الإجتماعي عبر نشر مبادئها المبنية على قبول الآخر، الاخلاق، وحرية الضمير المطلقة.
تظهر ماهية العمل الماسوني ببناء شخصية الفرد الذي ينتمي إليها وذلك بمساعدته لبناء رؤية فكرية أشمل للبشرية عبر تنمية روح التعاضد الأخوي والسعي لبناء النفس وذلك انطلاقا من عمل الإنسان على نفسه من خلال مختبر افكار يمثله المحفلالماسوني.
مع كلّ ما يثار حولها من اتهامات وقصص من نسج الخيال، اليوم ، تفتح المحافل الماسونية ابوابها لكي يرى الرأي العام ماذا يجري داخل محافلها لتتشارك معهم في عملية بناء التفكير البشري السامي التي تؤدي حتماً إلى المعرفة والنور .
٢- ما دور الماسونية في العالم ؟
هناك فرق شاسعٌ بين دور الماسونية الحقيقي والإيجابي في هذا العالم ، وبين ما يتداوله العامّة من الغير منتمين إليها والذين يبنون دور الماسونية على نظرية المؤامرة تماشياً مع بعض الآراء التي تحاول النيل منها عبر زجّها بمواضيع لا تمت إليها فيصلة.
وتماشياً مع دورها في بناء المجتمع عبر بنائها للإنسان لنفسه، منعت الماسونية في محافلها تناول موضوعين أساسيين بين أفرادها ، خلافيين للمجتمعات وتعدّد الآراء فيها أولهما الدين بما يمثّل من موضوع حسّاس يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالعامل الروحيالشخصي لدى كل فرد في المجتمع وثانيهما السياسية بما تمثله من موضوع شائكٍ يؤدي لنزاعات متجددة بين أفراد المجتمعات الإنسانية.
في اطار الماسونية ودورها في العالم، بما يتداول به بين غير المنتمين إليها، هناك لغط كبير وخلط لها و بطريقة غير منصفة مع مواضيع دين، سياسة، رموز وجمعيات أخرى دون ارتكاز على مواد علمية أو مراجع موثوقة.
الدين موضوع حساس وقد دفع الإنسانية إلى حروب عبر التاريخ، وبما أن أحد المبادئ البسيطة للبناء الحر هي المحبة للأخرين، فإن ألدين موضوع غير مسموح التحدث به داخل المحافل
الماسونية بذاتها ليست دينا، ولا يوجد أي إله ماسوني.
السياسة موضوع شائك ومحظور التعاطي به بين الماسون، كونه موضوع خاص بالإنسان وكون طبيعة الماسونية غير سياسية ولا تريد التدخل في السياسات المحلية أو الإقليمية أو العالمية بأي شكل من الاشكال أو أبداء رأيها فيها. ولا تسمح للمنتمينإليها بأي تعاطي سياسي داخل محافله.
٣- ما علاقة الماسونية بكتاب برتوكولات حكماء صهيون؟
لا يمكن أن ترتبط الماسونية بكتاب بروتوكولات حكماء صهيون وما يضم من أكاذيب لا أساس لها خاصّةً تلك التي تربطها بالصهيونية أو مشروع السيطرة على العالم ، خاصّة أن الماسونية قد ظهرت في كتيب ريجس في ١٤٥٠م واقدم محضر لاجتماعمحفل ماسوني موجود في محفل ادينبرا رقم ١ في اسكوتلندا يعود لسنة ١٥٩٩ وقد ضمّت في صفوفها وعلى الرغم من عدم تناول مواضيع السياسة والدين في محافلها ألمع وأشهر السياسيين لما قدّمته لأبنائها من طاقات وصفات تنوّروا بعلومها سمحتلهم بتبوّء أعلى المناصب عبر صدقهم ورعايتهم الإجتماعية اللامتناهية اللذيّن يعدّين من أهم معالمها كجمال الدين الأفغاني وإبراهم لنكولن(محرّر العبيد) وجورج واشنطن ولافيّات وغيرهم الكثير من الذين لبّوا نداء مجتمعاتهم وساعدوا بتحريرها
فبناءا على ذلك ، من اكبر اللأخطاء ايضا اعتماد كتاب برتوكولات حكماء صهيون كمرجع ! فهو مجهول المصدر، ومن السخيف انه يزعم ان الماسونية لعبة وقناع للصهيونية؛ فحتى من له اتطلاع سطحي بالماسونية يعرف انها ضد اي نهج طغياني عرقيتعصبي مهما كان لونه وشكله.
وفقا لموسوعة بريتانيكا والعديد من المصادر، يعتقد أنه كان كتابًا مخادعًا لخلق الكراهية ضد اليهود فهو يتحدث عن مخطط سري لليهود للسيطرة على العالم!
ولم تصبح هذه البرتوكولات معروفة دولياً إلا في عام 1920 عندما انتشرت في ألمانيا (في يناير) لتعزيز المشاعر المعادية للسامية وتُرجِمت إلى عدّة لغات منها اللغة الإنجليزية (في فبراير) ثم إلى اللغة الفرنسية ، اما الماسونية فسبقت ظهور هذه النصوصبمئات السنين.
إن هذه البرتوكولات ليست موضوعا يتم دراسته أو مراجعته أو حتى ذكره في المحافل الماسونية حيث لا علاقة لها به.
٤- ما علاقة الماسونية بالصهيونية؟
الحركة الصهيونية: هي حركة سياسية طغيانية متعصبة يهوديا، لا تتوافق مع الخط الديني اليهودي. اسسها ثيودور هيرتزل عام 1896
هناك أيضاً خلطومن الغير منطقي ان يتم الربط بين الصهيونية (1896) والماسونية (1450) وغير مبني على أي أسس موضوعية أو براهين تبين أي تماهي بين الإثنين، مع العلم اليقين أنه لا يوجد اي أوجه تشابه في الحقيقة.
الصهيونية حركة سياسية عنصرية طغيانية, انها ليست أخوية وليس لديها أي قواسم مشتركة مع الماسونية. في واقع الأمر، فإن الدين والسياسة موضوعان محظوران من المناقشة في المحافل الماسونية لأنها مواضيع تثير الشقاق بين الناس.
بينما الماسونية تسعى للوئام بين الأخوة وتخفيف الخلافات في المجتمع مع احترام الاختلافات في الأراء والتوجهات
إنها أخوة روحية تؤمن بأن جميع الناس متساوون في نظر الله يقبل فيها بالرجال من جميع الأديان طالما أنهم يؤمنون بوجود خالق واحد أعلى
٥- ما علاقة النجمة السداسية بالماسونية؟
في الرموز، إن الماسونية تعتمد على العديد من الرموز لكي ترشد، تحفز وتغذي التفكير سامحةً التوصل إلى معرفة أفضل للذات.
إن الرموز تشكل، بطريقة أفضل من النصوص، مراجع مجازية أو خيالية، ونوعاً من الأبجدية، ووسائط مساعدة للذاكرة قادرة على التذكير واسترداد الأفكار، والمفاهيم. هذا الجهاز الرمزي، بالارتكاز على عمل تفسيري، يمكّن الفرد من اكتشاف واستكشافأفكار وحقائق بقيت حتى الأن غير معلومة, فلنقل مجهولة، من الصعب التعبير عنها أو الإشارة إليها بطريقة أخرى.
لنأخذ مثلاً، النجم السداسي الذي اصبح مؤخرا مرتبط بإسرائيل والصهيونية
لطالما كان الرمز الباطني والروحي مثل المثلث أو الدائرة أو النقطة في دائرة. في واقع الأمر، فإن العديد من المساجد الإسلامية القديمة التي يعود تاريخها إلى 17 و 18 قرناً والتي ما زالت موجودة اليوم في سوريا ومصر لديها هذا الرمز في المساجد. فيالإسلام ، يُعرف باسم خاتم سليمان، الذي يُعتقد أنه الختم على خاتم الملك سليمان.
يمثل المثلثان المتداخلان اللذين يمثلا ما أعلى المتشابه بما أسفل، أو التفاعل بين الماء والنار، العالم المتناهي الكبر مع العالم المتناهي الصغر، أو العالم الروحي مع العالم المادي. إنه تذكير للبعض بالجنة والجحيم … ومن واجبنا أن نعيش من خلالالسفر إلى المسار الخفي.
هذا الرمز لم يكن أبداً رمزاً للصهيونية. على الرغم من أن أول مرة تم ذكر كلمة نجمة داوود كان في القرن الثاني عشر إلا أنه لم تصف أبداً كيف تبدو أو شكلها. حتى عام 1897 عندما قررت الحركة الصهيونية جعلها رمزا رسميا. هذا الرمز كان يستخدم منقبل المسلمين والمسيحيين قبل أن يصبح رمزًا صهيونيًا.المعتقد الذي يروي احمد نعيم في تقريره، انه في 28 أكتوبر عام 1948، حينما اختار المجلس الوزاري الإسرائيلي العلم الصهيوني الذي تتوسطه نجمة داود علماً رسمياً لإسرائيل.
كان العالم في الكبالا (مذهب صوفي يهودي)، البروفيسور غيرشوم شوليم يجلس في مكتبه في الجامعة العبرية، وانفجر بالضحك. كان شوليم متنبهاً للغاية لأهمية الرموز الوطنية في تشكيل وجدان الأمة، وحمل إرث تاريخي وثقافي ديني عميق. لكنه تساءل: نجمة داود؟ ففي نهاية المطاف، ظهر هذا الرمز في وقت متأخر نسبياً على مسرح التاريخ اليهودي، وبالتأكيد هو لا ينطوي على أية علاقة بداود الملك، أو ببار كوخبا أو بـ”هولي آري”. وبعد الضحك الهستيري، تبدّلت ملامح شوليم إلى الغضب، وبدأ فيكتابة بحث تحت عنوان “نجمة داود: تاريخ الرمز”.
فنّد شوليم في مؤلفه فكرة الجذور القديمة لنجمة داود في التراث اليهودي. وبالمناسبة، لا ينبغي أن تفاجئ النتائج التي توصل إليها اليهود وحدهم بل أيضاً مكتب المقاطعة العربية ومنظمة الصليب الأحمر.
أثبت شوليم أن شعار نجمة داود كان منتشراً جداً بين الشعوب القديمة، واعتبروه تميمة سحرية لطرد الأشباح والأرواح الشريرة. وصحيح أن الشعار ظهر في العديد من الحفريات اليهودية التي تنتمي إلى عصور قديمة، وكان في الغالب يُستخدم للتزيين،لكن أيضاً، فإن الصليب المعقوف هو الآخر، على سبيل المثال، كان يُستخدم للتزيين، ولم يفكر أحد في تحويله إلى رمز وطني.
حتى العصور الوسيطة، لا يوجد أي ذِكر للنجمة السداسية، سواء كان ذلك في الكنس أو في المناسك الدينية، أو حتى على شواهد القبور. وهنا الأصدقاء في الصليب الأحمر مدعوون إلى الوقوف أمام حقيقة أن استخدام نجمة داود كان منتشراً جداً في تلكالفترة، خاصة في الكنائس المسيحية. وبشكل عام، يكتب شوليم أن “الرسومات والرموز السحرية كانت تنتقل من شعب إلى آخر… وجالت ذهاباً وإياباً المرة تلو الأخرى”.
وبالطبع، فإن ظهور نجمة داود كرمز لليهودية بدأ في أعقاب ظهور مذهب الكبالا الصوفي، المعروف بسر الأسرار والذي يتضمّن قبولاً عملياً للسحر. وكان هناك رسم شائع يحمل دلالات سحرية هو “ختم سليمان”، ويرتبط بأسطورة الملك سليمان الملكوخاتمه الذي كان يحمل اسم داود ونجمته. وكان الختم يُعتبر وسيلة فعالة للقيام بمعجزات منها طرد القوى الشريرة. ويبدو أن مكتب المقاطعة العربية لم يكن يستحسن سماع ذلك، إلا أنه وفقاً لشوليم، فإن استخدام اليهود لنجمة داود انتقل إليهم منالعرب.
وبدأ استخدام نجمة داود يتسارع في أوساط اليهود في براغ (بحسب إحدى الروايات، جرى ذلك في القرن الرابع عشر حين سمح الإمبراطور لليهود باختيار علمهم الخاص فاختاروا نجمة داود) وانتشر في القرنين السابع عشر والثامن عشر في مورافياوبوهيميا. ومن الصعب أن نحدد تاريخياً إذا ما كان اليهود اختاروا الرمز بمحض إرادتهم أو إذا ما كان المسيحيون قد أكرهوهم على ذلك، ولكن هذه الأيقونة صارت شعبية في القرنين الثامن والتاسع عشر.
وكانت الحركة الصهيونية الجهة التي أعطت نجمة داود تاج الرمز الوطني، حينما بحثت عن أيقونة تكون من ناحية مألوفة ومن ناحية أخرى محمّلة بإرث ديني عالٍ. ولاحقاً، ومن سخرية القدر، غيَّر هتلر والنازيون دلالة النجمة السداسية من رمز للحمايةوالأمن إلى رمز للنجاسة والعار والموت. وبعد أن كانت النجمة السداسية الصفراء مثبتة على صدور وأذرعة الجنود والضباط النازيين، استبدلوها بشعار الصليب المعكوف
[:]© Copyright 2024 The District Grand Lodge of Lebanon. Our Privacy Policy